تبرز مشكلة المياه البيضاء في العين كأحد التحديات الصحية الأكثر إلحاحًا في أفريقيا، تؤثر على الأفراد وعائلاتهم بشكل يومي، تخيل أنك تستيقظ كل صباح لترى العالم كما لو أنه ملفوف بضباب كثيف، لا تتمكن من رؤية أحبابك بوضوح ولا حتى متابعة تفاصيل يومك، هذه هي المعاناة اليومية لملايين الأشخاص في إفريقيا الذين يعيشون مع المياه البيضاء لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف العلاج.
أسباب الإصابة بالمياه البيضاء
تتعدد أسباب الإصابة بالمياه البيضاء في العين، وتتركز بشكل رئيسي حول التقدم في العمر، حيث تتأثر عدسة العين بشكل طبيعي مع مرور السنوات، تساهم العديد من العوامل الأخرى في تفاقم المشكلة، مثل:
- نقص الرعاية الصحية: غياب الخدمات الطبية المتخصصة في المناطق الريفية والفقيرة.
- التعرض المفرط للشمس: حيث تسبب الأشعة فوق البنفسجية ضررًا مباشرًا لعدسة العين.
- سوء التغذية: نقص الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة العين.
- الأمراض المزمنة: مثل السكري، الذي يزيد من احتمالية الإصابة بالمياه البيضاء.
تأثير المياه البيضاء على الحياة اليومية
لا تتوقف آثار المياه البيضاء عند مجرد ضعف البصر، بل تمتد لتشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، اذ يعاني المصابون من صعوبة في أداء أعمالهم اليومية، هذا يعني تراجع الإنتاجية وتعميق الفقر، فضعف البصر يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، حيث يجد الأفراد صعوبة في التنقل والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
شاهد: تكلفة بناء مسجد في نيجيريا و تكلفة بناء الخلوات القرآنية في أفريقيا
كيف يتم علاج المياه البيضاء؟
يعتبر علاج المياه البيضاء من أكثر الإجراءات الطبية فعالية، ويتمثل بشكل رئيسي في التدخل الجراحي، تعمل الجراحة على إزالة العدسة المصابة واستبدالها بعدسة اصطناعية، مما يعيد البصر بشكل شبه كامل وتسمى بعمليات العيون، تكاليف العلاج وندرة الخدمات الطبية في إفريقيا تجعل الوصول إلى هذه الحلول صعبًا للغاية.
دور جمعية الحياة لأفريقيا في دعم مرضى المياه البيضاء
تبرز جمعية الحياة لأفريقيا كأمل حقيقي للعديد من المصابين، اذ قامت بإجراء العديد من عمليات العيون البيضاء في أفريقيا، هذه العمليات لا تُعيد البصر فحسب، بل تعيد أيضًا الأمل للمرضى وعائلاتهم، والتي تسعى الجمعية من خلال جهودها إلى نشر الوعي حول أهمية الوقاية والكشف المبكر، بجانب تقديم العلاجات الطبية لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفها.
المياه البيضاء ليست مجرد مرض يصيب العين، بل أزمة إنسانية تؤثر على حياة الملايين في إفريقيا، ومن خلال الدعم المستمر والجهود الجماعية، يمكننا من خلال القيام بعمليات العيون العمل معًا لإعادة الضوء إلى أعين من فقدوه.
