كيفية حفر بئر ارتوازي
في عالم الجيولوجيا، لا يتدفق الماء بسهولة في جميع الطبقات الصخرية. تختلف الصخور في قدرتها على استيعاب المياه، حيث تكون بعض الصخور غير مُسامية ولا تسمح بانتقال المياه من خلالها، بينما تكون الأخرى مسامية وتُعد مصدرًا رئيسيًا للمياه الجوفية.
يُطلق على الصخور غير المُسامية اسم “الصخور الغير المُنفذة للمياه”، بينما تُعرف الصخور المسامية بـ “الصخور المُنفذة للمياه”. تُعتبر الأخيرة مصدرًا أساسيًا للمياه الجوفية، حيث يتم تخزين كميات كبيرة من المياه فيها، وتُعرف هذه الطبقات أيضًا باسم “طبقات المياه الجوفية”.
وهناك طبقات أخرى من المياه الجوفية المحصورة في باطن الأرض، تقع تحت الصخور غير المُسامية. هذه الطبقات، التي قد لا يتمكن الماء من الوصول إلى السطح من خلالها بسبب الضغط العالي، تُسمى “طبقات المياه الجوفية الارتوازية”.
يتم حَفر الآبار في هذه الطبقات لسحب المياه من باطن الأرض إلى السطح. وتتكون الينابيع وعيون الماء عندما يتم فتح ثغرة في الطبقات الصخرية غير المُسامية، مما يسمح للماء بالتدفُّق والاندفاع إلى السطح، وعندما يكون الضغط عاليًا، يتكون الينابيع والعيون نتيجة لهذا التدفُّق المُندفِع من باطن الأرض.
تاريخ الآبار الارتوازية البدايات والتطور
في أرجاء مقاطعة (أرتوا) الفرنسية، في عام 1126م، قام فريق من الرهبان الفرنسيين بحفر أول بئر ارتوازية مسجلة في التاريخ. اشتق اسم هذه الآبار من اسم المقاطعة نفسها، وهكذا أُطلق عليها اسم “الآبار الارتوازية”. في تلك الفترة، كانت التقنيات الحفرية بسيطة، حيث استخدمت تقنية الحفر الطرفي لاختراق الطبقات الصخرية والسماح للماء بالارتفاع.
تعتبر المياه الجوفية المستخرجة من هذه الآبار مصدرًا آمنًا للشرب، حيث تتميز بنقاوتها ونظافتها مقارنة بالمياه السطحية. يعود ذلك إلى أنها تتصف بعملية تنقية طبيعية أثناء اختراقها للصخور المسامية على طول طريقها إلى السطح، مما يسهم في تخليصها من الملوثات.
عملية حفر الآبار الارتوازية الخطوات والتقنيات
تُعتبر عملية حفر الآبار الارتوازية من العمليات المعقدة التي تتطلب تنفيذ مراحل متعددة لضمان وصول المياه الجوفية إلى سطح الأرض. فيما يلي نظرة عامة على هذه المراحل:
عملية الحفر
تشمل ثلاث طرق رئيسية:
– طريقة القيسون: حفر التربة بطرق يدوية.
– طريقة البركشن: حفر الصخور باستخدام أداة صلبة.
– طريقة الحفر الدوّار: استخدام بريمة دوّارة لحفر الصخور الصلبة.
عملية التغليف:
تتضمن تغليف جدار البئر بأنبوب قوي لتقوية وحماية البئر، وتسهيل نقل المياه.
الغلاف الحصوي للبئر:
يتم وضع طبقة من الحصى حول البئر لتصفية المياه وحمايتها من الرمال.
عملية تطوير وتنمية البئر:
تشمل صيانة دورية للبئر، بما في ذلك تنظيفه وإجراء التحديثات اللازمة.
تركيب المضخّات والطلمبات:
يتم تركيب وتشغيل المضخّات لضخ المياه من البئر إلى السطح للاستخدام العام.
هذه العمليات الحيوية تساهم في تأمين وتحسين جودة المياه الجوفية وضمان استدامتها كمصدر موثوق للمياه.
تقنيات حفر الآبار الارتوازية من البسيطة إلى الدقيقة
في عملية حفر الآبار الارتوازية، تُستخدم ثلاث طرق مختلفة للوصول إلى مياه الجوف.
طريقة القيسون:
تُعتبر هذه الطريقة شبه آلية حيث تعتمد على الحفر اليدوي بالطرق البسيطة، وتناسب المناطق ذات التربة الطينية والرملية.
طريقة البركشن أو الدقاق:
يتم استخدام مطرقة ذات رأس حاد لتكسير الصخور التي تحتوي على مياه جوفية، مما يتيح وصول المياه المضغوطة داخل الصخور.
طريقة الحفر الدوار (الروتاري):
تُستخدم هذه الطريقة في المناطق التي تكون فيها مياه الجوف متجمعة في عمق كبير. يتم حفر البئر باستخدام رأس دوار يقوم بسحق المواد، ويتم التخلص منها باستخدام سائل طيني.
تلك التقنيات تمثل جهوداً متنوعة ومتكاملة تُستخدم لضمان استمرارية وجود مصادر المياه الجوفية وفاعلية عمليات الحفر.
تغليف البئر: الحماية والتوجيه
بعد عملية الحفر، يتم تغليف البئر من الداخل بأنبوب معدني أو بلاستيكي يُسمى غلاف البئر. يعمل غلاف البئر على دعم جدران البئر وتقويتها، كما يستخدم كأنبوب لضخ الماء من البئر.
لا يمتد غلاف البئر حتى نهاية البئر، بل ينتهي في موضع معين داخل البئر. وبعد هذا الموضع، يتم تركيب المصافي التي تساعد على تصريف مياه البئر ومنع دخول الشوائب إلى نقطة جلب المياه.
تلعب عملية تغليف البئر دورًا هامًا في حماية جودة المياه وضمان استمرارية عملية الاستخدام الآمن للمياه الجوفية.
تغليف البئر بالغلاف الحصوي حماية فعّالة لمصدر المياه
بعد تركيب غلاف البئر الداخلي، يأتي دور تعبئة الفراغ بين حدود البئر الأصلي وحدود الغلاف المعدني أو البلاستيكي بغلاف حصوي. يكون سمك هذا الغلاف الحصوي لا يقل عن 3 بوصات ولا يزيد عن 8 بوصات.
يعمل الغلاف الحصوي كمرشح لحماية البئر من دخول الرمال إليه، ويكون ذلك ذات أهمية خاصة إذا كانت الطبقة الحاملة للمياه تحتوي على طبقة رملية أو حبيبات رمل ناعمة بكثافة عالية.
تلك الخطوة تعزز من جودة ونقاء المياه المستخرجة من البئر وتحميها من التلوث بالرمال، مما يسهم في تأمين مصدر موثوق للمياه للاستخدام المستمر.
بناء الآبار مصدر حياة وصدقة جارية في أفريقيا
تعتبر جمعية AHAD في أفريقيا رائدة في بناء الآبار كصدقة جارية بهدف توفير المياه النقية والصالحة للشرب للمجتمعات المحلية. تقوم الجمعية بتحديد المناطق التي تعاني من نقص في المياه وتوفير كل الإمكانيات اللازمة لبناء البئر، بدءًا من المعدات الخاصة بالحفر وحتى المواد الأساسية.
تولي الجمعية اهتمامًا كبيرًا بضمان استدامة هذه المشاريع، من خلال توفير صيانة دورية وتدريب المجتمعات المحلية على الاعتناء بالآبار. كما تقوم بتوفير قادة محليين مدربين لإدارة وصيانة البئر بشكل فعال.
يُعتبر بناء الآبار كصدقة جارية جزءًا هامًا من الأعمال الخيرية في أفريقيا، حيث يساهم في تحسين صحة وسلامة المجتمعات المحلية وتوفير حياة أفضل. تشجع الجمعية AHAD المتبرعين والمشجعين على المساهمة في هذه المشروعات الخيرية لتحقيق فوائد دائمة للمجتمعات المحتاجة.
من خلال تبرعنا للفقراء من خلال جمعية AHAD الإنسانية، نعبر عن القيم الإنسانية النبيلة ونفتح الباب أمام فرص تحسين حياة الآخرين. تعمل الجمعية بجهود متواصلة على تحقيق الأثر الإيجابي في حياة الناس وتقديم الدعم الضروري للمحتاجين بفعالية، من خلال مشاريعها المتنوعة التي تعزز التنمية المستدامة وتعمل على بناء مجتمعات أكثر تضامنًا وتقدمًا.
لندعم جميعًا جهود جمعية AHAD الإنسانية، ونشارك في تحقيق التقدم وتوفير الفرص للأفراد المحتاجين في المجتمع.
يمكنكم زيارة موقع جمعية AHAD لتعرف على المزيد من المشاريع التي تقدمها
مقالات ذات صلة: